سلام الى ركاب الطائرة الاثيوبية الخالدين في الذاكرة

سلام الى ركاب الطائرة الاثيوبية الخالدين في الذاكرة
منذ خمسة سنوات وفي مثل هذا اليوم، رحلت عنا ارواح جميلة كانت لها رحلة مشؤومة بالمرصاد فخطفتهم من ربوع غربة قريبة الى غربة بعيدة ابدية لا عودة فيها.

اذكر ذلك اليوم وكأنه في الامس واذكر نظرات صديقي الذي فقد والده وصراخ صديقتي التي فقدت والدتها دون سابق انذار من هذا القدر الذي لم يرحم شبابهم فحملا الهم باكرا وعاشا اقسى الخسائر في عمر الربيع.

رحلة الطائرة الاثيوبية التي كانت متجهة من بيروت الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا في صباح يوم 25 يناير من العام 2010، لقد كسرتي ظهرنا كما تقول العبارة الشائعة وتركتي فينا جرحا نازفا مازال يطاردنا حتى اليوم.

هي رحلة الى الغربة من وطن يعيش فيه مواطنيه اساسا في غربة ... رحلة احرقت القلوب في عز برد الشتاء القارس وحملت معها اغلى الاحبة ورغم انني لم افقد احدا شخصيا في هذه الحادثة الا انها اثرت فيني كثيرا وحركت في نفسي مشاعر انسانية لم اتمكن من كبتها.

وبعد مرور خمسة سنوات، مازلت اذكر ذلك اليوم الذي لا يغيب عن ذاكرتي واليوم ابعث لابرياء الطائرة الاثيوبية اطيب سلام وبالفعل ذكراكم لا تموت وسنحملها من عام الى عام.

وفي الختام، عتبي على دولتي وعلى بلدي لبنان الذي دفع بهؤلاء الى الهجرة والى ترك الوطن فاغلب من كان في تلك الطائرة دفع ثمن بحثه عن لقمة العيش في مكان افضل بعيدا عن وطن تعيس عاجز عن احتضان مواطنيه ورعايتهم.

الى ارواحكم الجميلة اطيب تحية ...

فرح - لبنان

شاركونا بكتاباتكم ومقالاتكم وراسلونا على: [email protected]


سلام الى ركاب الطائرة الاثيوبية الخالدين في الذاكرة

معلومات أخرى متعلقة بالمقال

آخر تعديل:
تاريخ النشر: