بعد نهاية الحرب في لبنان، بُذل جهد واسع النطاق لإعادة الاعمار يرمي إلى إعادة مؤسسات البلاد لما كانت عليه وتحديثها. وكجزءٍ من هذا البرنامج، تم الاعتراف بالحاجة إلى مشغّل بريدي مستوفي الصفات. وهكذا اسند اعتباراً من تشرين الأول 1998 إلى شركة خاصة ليبان بوست المهمة الصعبة لتجديد وتشغيل القطاع البريدي في البلاد.
وأطلقت ليبان بوست على وجه السرعة برنامجاً ضخماً لإعادة التأهيل، وإعادة بناء البنية التحتية البريدية من الألف الى الياء. وركّزت أيضاً على تحديث الأساليب التجارية، وكذلك دمج هذه الأخيرة في التكنولوجيا لضمان خدمات بريدية جديرة بالثقة وسريعة في كافة الأوقات. وعملت إلى حدٍ كبير على تنويع مجالات العمل بهدف أن تصبح مقدّم خدمات في محطة واحدة، ملبية الحاجات اليومية للناس وللمؤسسات التجارية وجعل التعاملات اليومية أسهل وأبسط.
وبعد ذلك بخمس عشرة سنة، شكّل نمو ليبان بوست نجاحاً مدوياً في الصناعة البريدية. وعلى الرغم من أن عدد سكان لبنان ضئيل، تعالج ليبان بوست أكثر من 2,000طن من البريد سنوياً في مركز الفرز الذي يعمل على مدار عقارب الساعة. كما تعالج أيضاً تسليم شحنات إلى حوالي مليوني عنوان سنوياً عبر 450 ساعي بريد، يغطّون مسافات تتجاوز 3,500,000 كيلومتراً سنوياً. وتقدّم الشركة خدمات إلى 250,000 زبوناً شهرياً من خلال شبكتها المتنامية باستمرار والمؤلّفة من 94 مكتباً بريدياً في شتى أنحاء البلاد. ويمكن أن نجد علامتها التجارية المميزة في نطاق واسع من الأماكن الملائمة التي لا تكون ابداً بعيدة عن المستهلك وفي مختلف مراكز التسوّق، والجامعات والمؤسسات الكبرى.
والانجاز الآخر الذي يمثّل علامة بارزة كان تموضع ليبان بوست كوسيط رسمي بين المواطنين والمؤسسات الحكومية.
وسعَت ليبان بوست المصممة على تحقيق هدفها الرامي إلى تطبيق المعايير الدولية على عملياتها وأقامت اتفاقات تعاون مع عدد من مشغّلي البريد من أفضل الموجودين في العالم مثل البريد الفرنسي والبريد الإيطالي. وأصبحت ايضاً عضواً في مجلس إدارة الأوروميد البريدي بهدف توحيد العمليات الاقليمية وتحسين مستوى الخدمة.