كيف أصبح "فيمتو" الشراب المفضل في رمضان؟

لا تكاد تخلو موائد الإفطار في منطقة الخليج، من إبريق كبير من الشراب المفضل في المنطقة، فعندما يتعلق الأمر بالإفطار خلال شهر رمضان، فإن فيمتو هو المشروب المفضل لدى الجميع. وهذه الشعبية ليست ملحوظة فقط ولكنها مدعومة بإحصاءات، ولا شك أن أرقام المبيعات الرسمية نمت بشكل كبير منذ آخر نشر على الموقع الرسمي فيمتو في عام 2011، ففي ذلك الوقت كانت الأرقام مثيرة للإعجاب.

فقد تم بيع أكثر من 31 مليون زجاجة من المشروب في تلك السنة، أي ما يعادل 440 مليون كوب سعة 250 مل، ولكن المثير أن أكثر من نصف إجمالي مبيعات الشركة لعام 2011 وقعت سواء في الفترة التي تسبق شهر رمضان أو خلال شهر رمضان نفسه، مما يعني أن فيمتو هو صفقة كبيرة في الخليج، وليس هناك مشروب محلي ينافسه.

وقد بدأت قصة فيمتو في شمال غرب إنجلترا في عام 1908 عندما قرر جون نويل نيكولز، مدير وكاتب سابق في سوق الأوراق المالية أن يترك وظيفته وأن يؤسس مشروعا تجاريا صغيرا لبيع الأعشاب والتوابل، وكان واحدا من أول المنتجات التي عرضها للبيع في متجره بمركز مانشستر هو شراب عشبي منشط ادعى أنه يمنح الشارب نشاطا وحماسا وأطلق عليه 'Vimtonioc "، والذي أصبح اليوم معروفا اختصارا باسم" فيمتو".

أصبح المشروب شعبيا في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وانتشر إلى الهند وسريلانكا على يد القوات البريطانية المتمركزة في هذه البلدان والذين يأخذون معهم عينات من الشراب المركز لتذكيرهم بأجواء منازلهم، ولكن الصفقة الأكبر كانت في 1928 عندما دخل الشراب إلى الشرق الأوسط، بعد توصل الشركة إلى اتفاق مع عبد الله العوجان وإخوانه في السعودية ليكون المستورد و الموزع الوحيد، وسرعان ما تبنت العائلات السعودية المشروب بفضل نكهته الحلوة حيث أصبح الشراب المفضل لدى محبي المشروبات الحلوة وكذلك لدى الصائمين الذين يحتاجون إلى دفعة من الطاقة في الإفطار.

وكمقياس لمدى نجاح فيمتو في المنطقة، في ديسمبر 2011، اشترت شركة كوكا كولا ما يقرب من نصف فيمتو الشرق الأوسط لمجموعة العوجان و بلغت قيمة الصفقة 980 مليون دولار، وهو أكبر استثمار في السلع الاستهلاكية في التاريخ من قبل شركة متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط.

ولئن كان صحيحا أن فيمتو أصبح جزءا لا يتجزأ من رمضان فإن الصحيح أكثر هو أنه ما دام اسم المشروب لا يزال هو نفسه، فيمتو سيبقى دائما أجنبيا في الشرق الأوسط، لماذا؟ حسنا، لأنه لا يوجد حرف "V" في الأبجدية العربية، ولذلك لن يعتبره الكثيرون أبدا شرابا عربيا، وقد يكون هذا جزءا من نجاح المشروب في المنطقة.

كما لا يمكن أن ننكر أن السعرات الحرارية والإعلانات ساهمت بشكل كبير في أن يصبح شراب فيمتو دعامة أساسية على طاولة الإفطار، بل إنه ملك المشروبات الرمضانية بدون منازع.

فيمتو ... الشراب المفضل في رمضان
فيمتو ... الشراب المفضل في رمضان

الكاتب: محمد إبراهيم

محرر تخصص فيزياء ... مهتم بكل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا و السيارات، وأكتب في مجالات متنوعة مثل الصحة والغرائب والستايل وغيرها الكثير


كيف أصبح "فيمتو" الشراب المفضل في رمضان؟

معلومات أخرى متعلقة بالمقال

آخر تعديل:
تاريخ النشر: