الى شمس امي التي غابت...

الى شمس امي التي غابت...
لا اعرف من اين ابدأ يا امي، ولا ادري ماذا اكتب لك، عل الكلمات تستطيع ان تروي ما بداخلي، ولكن عبثا، فالحروف ضاعت والعبارات تبعثرت، وحتى لحظتي هذه، ما زلت اجلس والصمت يغتصب لعابي، والحزن يجتاح كياني، يحملني التعب ويهاجر بي إلى دنيا اليأس، وعالم تسكنه اصوات اللوعة، وشهقات البكاء، وظلمة الليل، لا اجد فيه منافذ او سراديب امل، بل دائما، دمعتي تبقى سلاحي الذي اخرجه، اقمع بها صحوة الحزن والقهر في قلبي.

امي! كيف لي ان انسى ضحكاتك، وصوتك العذب، واسوار غرفتي ومنزلنا تصرخ بألم إشتاقت لتسمعك، كيف لي ان انسى طفولتي الهوجاء وطيشي، وانت جل ما كنت تفعلينه، ترسمين ابتسامتك على وجهك المشع بدرا، فتشعرينني حينها بلذة الطفولة، هل أنسى صباح كل يوم حين كنت تستودعينني إلى مدرستي، وحينا آخر عندما كنت تستقبلينني بعد عودتي بقبلاتك، محالة نسيانك يا اميرتي، صعب غياب طيفك، مستحيل ان يرتاح قلبي الذي خسر اثمن كنوز المعمورة، سامحني يا ربي، قد اناجيك أحيانا بغضب، ولكن ما بيدي حيلة، فالألم ينبعث من داخلي، ورحيلها أدماني.أمست حياتي يائسة يا أمي، أجلس وحيدة، مثقلة الدهر، ابحث عن احد اخبره اسراري، احدا اغفو في جحره واشكو له همومي، اين رحلت يا امي؟

بت اشعر بنفسي كشمعة تذوب يوما تلو الآخر، متعبة، مرهقة، ذليلة، انت ذهبت وأنطفئ النّور في قلبي، وإنكسر حلم عمري بأن اكبر امام ناظريك، ارقدي بسلام يا اماه، واطمئني فلن يكون غيرك قدوتي ومثلي الاعلى، ومناي ان تبقى رفيقة دربي في احلامي، والقاك في جنان الخلد، فاكمل الابدية معك، واعوض عن ما خسرته من عمري.

ريمي - لبنان

شاركونا بكتاباتكم ومقالاتكم وراسلونا على: [email protected]


الى شمس امي التي غابت...

معلومات أخرى متعلقة بالمقال

آخر تعديل:
تاريخ النشر: